• ٢٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

العقل.. نعمة الحياة

العلامة الراحل السيِّد محمّد حسين فضل الله

العقل.. نعمة الحياة

◄نحاول هنا أن نشرع في الحديث عن العقل في حديث الرسول (ص) وحديث الأئمة (ع)؛ لأنّ هذه الأحاديث توسّع الأفق الذي فتحه القرآن، وتؤكد خصوصيات العقل وحركيته في حياة الإنسان، وننتهي من خلال ذلك إلى نتيجة حاسمة، وهي أنّ العقل هو الأساس في الإسلام كلّه، فالإنسان عقل، باعتبار أنّ العقل يمثِّل في جوهره معنى الإنسان، والإسلام عقل، باعتبار أنّ الله سبحانه وتعالى أصدره في كتبه وأوحى به وألهمه نبيّه في كلّ مفاهيمه وشرائعه، بناءً على عقلانيته التي أُريد للناس أن يفهموها وأن يعقلوها.

 

- نظرة في استعمالات كلمة (العقل):

ولا بأس هنا في أنّ نعطي فكرة واضحة عن مصطلح أو كلمة (العقل)، لأنّها ربّما تُستعمل في عدّة مواقع، حيث يتحدّث علماء الأخلاق عن هذه الكلمة في أنّ المراد بها الغريزة الكامنة في داخل الإنسان. وإذا أردنا أن نستبدل هذا التعبير بتعبير آخر، فنقول: هو الطاقة المخزونة في جوهر الإنسان، والتي يستطيع الإنسان من خلالها أن يستوحي في تأمّلاته وفي كلّ ما يحيط به، حركية تنتج الفكرة وتعيها.

وهذا هو الفرق بين الإنسان والحيوان، فالإنسان يملك هذه الطاقة المقدسة - كما يعبّر عنها البعض - التي يستطيع من خلالها أن ينفتح على الحياة كلّها، وعلى الواقع كلّه، وعلى الكون كلّه في عملية استلهام وإنتاج. فالعقل يستلهم ما يراه ويسمعه ويحسّه، وفي الوقت نفسه، ينتج من ذلك الفكرة، بينما الحيوان لا يملك ذلك، فقد تنطبع الصور في ذهنه، وقد يتحرّك بفعل التدريب، ولكنّه لا يستطيع أن ينتج فكراً أو يستلهم فكراً، فهي بالنسبة له غريزة جامدة في نفسها، ولكنّها تتحرك من خلال تحريك الآخرين لها في نطاق خاص.

وهذا هو الأصل في معنى كلمة (العقل). ولكن ربّما تُطلق كلمة (العقل) على الأفكار البديهية أو الضرورية التي يمكن حتى للطفل المميز أن يستوحيها، مثل أنّ كلمة (الكلّ) أعظم من كلمة (الجزء)، وأنّ الشيء الواحد يخالف الاثنين، وأنّ الشيء الواحد لا يمكن أن يكون في مكانين مختلفين... وهكذا تتمدد المسألة إلى المعقولات التي تعتبر أُسس الفكر، مثل: النقيضان لا يجتمعان، أو الضدان لا يجتمعان على موضوع واحد في زمن واحد، وما إلى ذلك مما تحدّث به المناطقة والفلاسفة من الضروريات، فربّما يطلق (العقل) على هذا العلم، والذي يمكن أن يدركه الكائن البشري الحي في أوّل انفتاحه على الواقع من حوله. وربّما تطلق كلمة (العقل) على التجارب والمعلومات التي حصل عليها الإنسان، فنحن نعرف أنّ التجربة هي إحدى مصادر المعرفة.

وهذا هو الذي اكتشفه الإنسان واستطاع العلماء المسلمون أن ينقلوه إلى الغرب، وقد أخذ به الغرب واستطاع أن يطوِّر به حركة العلم عنده، التي كانت تعتمد على الفلسفات التأمّلية السابقة، فاستطاع أن يحرِّك التجربة ويستوحيها ويستلهمها، وكشف من خلالها أسرار الأشياء وأسرار الحياة وأسرار الإنسان. ولعلّ التقدّم الذي حصل عليه الغرب كان من خلال ضمّ التجربة إلى التأمّل، وهذا هو الذي ربّما يعبّر عنه بـ(العقل التجريبي)، لأنّ الإنسان كلّما جرّب أكثر وعى أكثر وعقِل الأشياء أكثر، لأنّ التجربة تعطي الإنسان الفكرة كما تعطي له الأساس الواقعي للفكرة، وهناك مثل شعبي يقول: (اسأل مجرّب ولا تسأل حكيم)، باعتبار أنّ الإنسان الذي يعيش التجربة هو إنسان يأخذ الفكرة انطلاقاً من الأُسس التي ترتكز عليها، بينما المقصود بالحكيم هو المثقف والمتعلِّم الذي يأخذ الفكرة من خلال تجارب الآخرين.

ويمكننا أن نقرّب فكرة المثل الشعبي بما يلي: لو فرضنا أنّ لدينا شخصاً تخرّج حديثاً من كلية الهندسة، وهناك شخص بنّاء منذ عشرين سنة، لرأينا أنّ البنّاء قد يكون أكثر معرفة بالأرض، وأكثر معرفة بطبيعة البناء وغيرها من ذاك المهندس الذي أخذ الفكرة من تجارب أُناس مماثلين لهذا (البنّاء)، بينما نجد أنّ هذا البنّاء قد عاش التجربة بنفسه، ويمكنه أن يعمِّق من تجربة الشخص الذي درس فن العمارة وما إلى ذلك.. وهكذا مثلاً في الزراعة، فيمكن للفلاح الذي قضى في الفلاحة 30 أو 40 سنة أن يكون أكثر خبرةً من خرّيج كلّية الزراعة. فالعقل التجريبي يعتبر هو عقل الإنسان، ولذلك ورد أنّ التجارب عقل مستحدث أو مستأنف.

 

- العقل العملي:

والإطلاق الرابع لكلمة (العقل) يتمثّل في العقل العملي، وذلك أنّ الإنسان يكون إنساناً عندما يعيش هذا العقل من خلال تأمّله وتجربته، ويستطيع أن يعرف الخطأ من الصواب، والحسن من القبيح، ثمّ يأتي دور الجانب العملي في توجيه النفس إلى تطبيق ما وعاه وما أدركه في مقامه هذا. فالشخص العاقل الذي إذا عرف المفسدة اجتنبها، وإذا عرف المصلحة أقبل عليها، وهذا الشخص يعتبر من العقلاء، أمّا الشخص الذي يعرف المفسدة، ولكنّه يقع فيها، لأنّ نفسه وشهواته تغلبه على ذلك، أو يعرف المصلحة ولا يأخذ بها، هذا الشخص لا يعتبر عاقلاً وإن كان يعقل الأشياء في فكره؛ لأنّه لا يتحرّك عقلانياً في عمله وسلوكياته. ولعلّ الأساس الأوّل في هذا التقسيم الذي يتحركون به، هو أنّ الله خلق الإنسان بحسب ما أودع فيه من طاقات قابلة للنموّ وقابلة للتطوّر والحركة والإنتاج، فعندما تتحرّك فمن خلال قراءة الآخرين والقراءات التي أرسى الآخرون فكرها، أو من خلال تجاربهم، أو من خلال الإرادة العفوية التي يوجهها ويحرّكها عقل الإنسان في اتجاه حياته.

 

- العقل طاقة تشمل الحياة:

كلّ هذه الحركة تنطلق من طاقة العقل، لأنّ هذه الطاقة ليست طاقة مغلقة، بل هي طاقة منفتحة على التأمّل والتجربة، ومنفتحة على الجانب العملي أيضاً، فالعقل يمثِّل طاقةً حركية تشمل كلّ واقع الإنسان. وعلى ضوء هذا، اُعتبر العقل هو الحجة التي جعلها الله بينه وبين العباد، فالله يحتجُّ على العباد بما أودعه في وجودهم من هذه الطاقة العقلية. ولذلك يتساءل البعض أنّ هناك الكثير من الناس لم تصلهم الدعوة، كالناس الذين يعيشون في المناطق البدائية (مجاهل العالم)، الذين لم تصل إليهم الثقافة أو الأديان أو الدعوة فمثل هؤلاء كيف يحاسبهم الله؟

هؤلاء لا يمكن أن يحاسبهم الله على أنّهم لم يلتزموا بالإسلام مادامت وسائل التعليم والدعة غير موجودة لديهم، هذا ما يسمى بالجاهل القاصر أو الغافل، ولكن يقال إنّ الله يحاسبهم يوم القيامة على ما تدركه عقولهم. فهناك شيء في العقل يلمع ويشرق ويضيء للإنسان فكرة معيّنة تلتقي مع بعض عناصر العقيدة، كالتوحيد مثلاً، باعتبار أنّه (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) (الروم/ 30)، فالله يعاقب الإنسان ويثيبه على ما يبلغه عقله مما لا يملك معرفته بالوسائل الموجودة لدى الناس الآخرين في المناطق الأخرى. فالعقل هو الأساس، أنّ الله يثيب الإنسان بقدر عقله، ويعاقب الإنسان بقدر عقله، بحيث إنّ حجم الثواب والعقاب ليس بحجم العمل، وإنّما بحجم وعي العمل.

 

- العقل أساس المعرفة والعقيدة:

من هنا نقول: إنّ العقل هو الحاكم في كلِّ قضايا الإنسان، فبالعقل نثبت وجود الله، وبالعقل ندرك نبوّة النبيّ من خلال الدلائل التي يقدّمها إلينا لنفكر فيها، وحتى مسألة الإمامة في طبيعة ضرورتها تُدرك بالعقل، وإن كانت مسألة شخصية الإمام قد يحتاج في تحديدها إلى النص.

كما أنّنا ندرك الغيب بالعقل، لأنّ العقل لا يشير إلى الأشياء بحسب جانب الحس فيها، ولكن العقل يتحدث عن الإمكان والاستحالة، ويحلّل القضايا للوصول إلى النتائج انطلاقاً من ذلك، فيخلص إلى أنّ الشرك باطل، باعتبار أنّ الدلائل هي التي تقتضي ذلك، ولو طرح سؤال: هل توجد جنّة ونار؟ أو هل توجد آخرة أو لا توجد؟ فالعقل أوّلاً يقول إنّ الآخرة ممكنة، ثمّ يبحث في الأدلة ليقول في النتيجة إنّ الآخرة هي التي تبرّر المسؤولية في النظام الإنساني الذي خلقه الله، وربّما تشير إليه الآية الكريمة (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) (المؤمنون/ 115). باعتبار أنّ العبثية مستحيلة على الله سبحانه وتعالى.

ونرى أيضاً أن ديدن علماء الحياة المعاصرين أنّهم لا يقولون - عموماً - عن شيء من الأمور التي يبحثون فيها إنّه مستحيل، بل يقولون إنّه ممكن، لكن علينا أن نبحث في أنّ الممكن واقع أو ليس بواقع، ولذلك تطوّروا. وهناك كلمة قالها ابن سينا (كلُّ ما قرع سمعك فذره في بقعة الإمكان حتى يذودك عنه واضح البرهان)، فكلّ شيء ممكن، أمّا إذا ثبت بالدليل القطعي جانب المستحيل فيه، فعند ذلك نقول عنه مستحيل. أمّا ما درجنا عليه في مجتمعاتنا في الشرق أو ما شابه ذلك من القول إنّ هذا الشيء معقول أو غير معقول، حتى إنّ بعض المثقفين عندما تتحدّث معهم عن الجن يقول: هذا غير معقول، أو عن الآخرة، فيقول إنّ هذا غير معقول، ويعتبر هذا الكلام أساطير، في حين أنّ الإنسان قد يقول عن شيء إنّه غير معقول لأنّه غير مألوف بالنسبة له، وهناك فرق بين أن يكون الشيء غير مالوف أو يكون غير معقول. لذلك نقول: نعم، من غير المألوف في حياتنا أن يجتمع الناس مع الجنّ، ولكن يمكن عقلاً أن تكون هناك مخلوقات اسمها الجن مثلما يوجد غيرها، فالإنسان الآن اكتشف الكثير من المكروبات التي لا تُرى بالعين المجردة، واكتشف أشياء كثيرة لم نكن نحسُّ بها.

 

- المنهج العقلي سبيلٌ إلى التطوّر:

هذا الأسلوب في التفكير هو الذي يطوّر الفكر ويرتفع بالعقل، لأنّ العقل يرتقي بالإنسان إلى أسمى الدرجات، فأنت عندما تطرح أمامك مسألة وتتحرك بها من خلال التأمّل أو من خلال التجربة، فإنّك تتحرّك في سبيل الوصول إلى النتائج التي قد تتوقعها أو لا تتوقعها. أمّا إذا انطلقتَ من أجوبة مسبقة بأنّ هذا غير معقول، فمن الطبيعي أنّك تتجمد، وبذلك لا تستطيع أن تطوّر واقعك، وهذا ما يمكن أن ينعكس، ليس على الجانب العلمي فقط، بل وحتى على مختلف الجوانب الاجتماعية والسياسية وحتى الشخصية العملية.

فأنت لديك الآن طموحات معيّنة وتتحدّث بها، فيخبرك أحدهم أنّ هذا غير ممكن، وأنت لم تجرّب حتى تقول إنّه ممكن أو غير ممكن، وهكذا في المسائل السياسية في كثير من الحالات، تتجمد الشعوب نتيجة هذا النوع من التفكير الذي يقول بأنّ هذا الواقع لا يمكن تغييره، ومن الطبيعي أنّ الإنسان لا يتحرك نحو المستحيل، وهذا ما يقال أيضاً في الجوانب الاجتماعية، حيث هناك الكثير من القضايا التي أخّرت مجتمعاتنا، كالعقليات العشائرية وبعض التقاليد الاجتماعية الخرافية، وبعض التقاليد الدينية الخرافية وما إلى ذلك، إنّما هذا الجمود استمر بسبب هذه الأفكار المسبقة بأنّه لا توجد فائدة، ولا أحد سيستجيب. ولذلك، فإنّه نتيجةً للأفكار المسبقة في استحالة هذا أو ذاك، جُمِّدً العقل في كثير من مناطق الشرق، وحتى في المناطق الإسلامية. ولذلك نقول: لابدّ أن نطوِّر مسألة العقل، وأن تكون ثقافتنا ثقافة معتمدة على العقل في المسكن والمدرسة، وفي المواقع التجارية والاقتصادية العامّة، في الأمور السياسية، بالإضافة إلى المواقع العلمية، ولابدّ من أن نعمل على أن يكون العقل هو الثقافة.

 

- الذهنية الغيبية:

وفي هذا المجال، نجد بعض الأفكار القائلة إنّه لا قيمة للعقل أمام الشريعة، وإنّه ليس للعقل قيمة دينية أو إسلامية، كأنّهم يقصدون أنّ معنى العقل هو أن تنكر الغيب أو الأساس الذي يعتمد عليه الدين، لكن هذا يدل على عدم وجود وعي لمسألة العقل في الإسلام.

أمّا في ما يتّصل بمسألة الغيب، فالعقل يقول إنّ ما تتحدّث عنه الأديان من وجود عالم غير عالمنا أو مسألة النعيم والجحيم والعذاب والثواب وغير ذلك كلّه ممكن. فالعقل يؤكد إمكانية الغيب، أمّا فعليّة الأمور الغيبية في الوجدان، فتحتاج إلى حالة تجريبية، إمّا من خلال تجربة شخصية، أو من خلال حديث الشخص الذي يعرف طبيعة التجربة مما ينقله إلينا ويمكن لنا أن نستدلّ على صدقه.

نعم، هناك مسألة أخرى، وهي أنّ هناك عقلية غيبية، وقد أصبحت فاعلة، تحاول أن تفسّر كلّ شيء بالغيب، فيقول في الجواب على كلّ تساؤل نحن نؤمن بالغيب. لكنّنا، وإن كنّا نؤمن بالغيب، إلّا أنّ الله سبحانه وتعالى لم يجرِ نظام الكون والنظام الإنساني على أساس الغيب، فكلّ ظاهرة كونية لها قوانين يمكن للإنسان أن يكشفها، وكلّ ظاهرة إنسانية تخضع أيضاً لقانون يمكن للإنسان أن يكتشفه، لذلك يجعل الله سبحانه وتعالى لها الحياة المبنية على الغيب، فهناك غيب يحتفظ الله سبحانه به لا يدركه حتى الأنبياء (ص)، كما في قوله تعالى: (وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) (هود/ 31)، وهناك غيب يعطيه الله سبحانه للأنبياء (ع) بحسب حاجاتهم في حركة الرسالة، كما يعطيهم المعجزة باعتبار حاجتهم إليها، فيقول سبحانه وتعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ) (يوسف/ 102).. أمّا أن نفسِّر كلّ شيء بالغيب، فهذا غير صحيح، فلو أُصيب بعض الناس بحالة صرع، فلا نفسّر ذلك بالغيب، وكذلك كثير من القضايا التي تتحرك في الحروب بالنصر والهزيمة، فنسمع كثيراً في الحروب بأنّه جاء رجل على فرس أبيض عمل كذا وكذا. نعم، في معركة (بدر) بين المسلمين والمشركين، أعطى الله هذا الغيب، على أساس أنّ المشركين لو انتصروا لذهب الإسلام. أمّا في معركة (أُحد)، فكانت تسير على أساس النظام العسكري، وانتصر المسلمون لأنّهم حافظوا على الأصول العسكرية في حكاية الموقع في البداية، وعندما ابتعدوا عن الأصول العسكرية في حماية الموقع هُزموا في النهاية، والله سبحانه وتعالى أنزل في سورة (آل عمران) عدة آيات تنتقد تجربتهم عندما انهزموا. نحن نقول إنّ الغيب حقيقة، والإيمان بالغيب من عقائدنا، لكن لابدّ من أن يرتكز الإيمان بالغيب إلى قاعدة العقل من حيث الإمكان، وعلى النص الصادق في وحي النبوّة من حيث الواقع.►

 

المصدر: كتاب الندوة/ (13)

ارسال التعليق

Top